عالم طب المختبرات،، استثمار حقيقي!!
عالم طب المختبرات،، استثمار حقيقي!!
يحكي لي والدي (حفظه الله) أنه مالم يبلغ الفتى في زمانه (١٣٦٠) أشده حتى يأخذه أبوه إلى أحد (المعلمين) ليتعلم صنعه،، فهي أمان من الفقر ولا ضير أبدًا من الذهاب إلى (الكتاتيب) لتعلم الدرس، فلطالما استقبل جدى (شيخ معلمي صناعة الفخار) أبناء المدينة المنورة ليتعلموا منه هذه الحرفة الفنية والتي تتطلب المهارة الجمالية ليكسبوا بها قوت عيالهم. سريعا لنعود لعام ١٤٤١ ليوقع (ترامب) بروتوكولا جديدا للتوظيف الحكومي مفادة أن المهارة قبل الشهادة! ليؤكد أن شهادة نظرية بدون مهارة عملية كالكتابة على الماء أو كالنفخ في الهواء!
لقب 'عالم' هو ما تردد على مسمعي وأنا باحث في جامعة (ليستر) أو عندما كنت أطالع الفرص الوظيفية ل (فني) المختبرات في الدول الاوربية كنت أقرأ مسمي وظيفي (عالم مختبرات) وليس (مختبرجي) أو (أخصائي مختبر). إن إطلاق مسمى عالم لحامل درجة البكالوريوس في تخصص طب المختبرات لم يكن من فراغ بل هو ليؤكد على المهارة العالية التي أكتسبها هذا التخصص في مرحلة الدراسة الجامعية ليس ذلك فحسب بل اقترنت تلك المهارة تماما بعلم الأمراض التشخيصي، فعالم تقنية المختبرات الطبية هو العين التي يرى فيها الطبيب حالة مريضه وهي الخط الأول في دقة التشخيص وسلامة أرواح المرضى!. وإقراراً على رفعة المهارة البحثية في جميع العلوم وبالأحرى العلوم الطبية البيولوجية وضرورتها لإيجاد الحلول الجذرية للأمراض الوبائية والمزمنة وذلك لتحقيق الرفاهية المجتمعية جاء القرار السامي بإنشاء هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار، بفضل الله ومنته ثم بحرص ولاة أمرنا على توطين تلكم المهارة، هذا وأتت كلمة (تنمية) في مسمى الهيئة لتعززها الاستدامة في صقل المهارة والتدريب عليها وتمكين الباحثين على إتقانها وتفهمها والهدف من ذلك هو إرساء مهارة البحث العلمي والابتكار المعرفي.
نحن بلا شك،، نمتلك جوهرة استثمارية نفسية وحقيقية فقط تحتاج إلى الصقل لإبراز جمالها وإعطاءها مكانتها في خطى التنمية. لطالما آمنت عند إنشاء مركز (iGene) أن نقل المهارة البحثية بعد إتقانها وتسليحها بالمعارف العلمية إلى الجيل القادم بعد توفير بيئة العمل المحفزة من أسرع الطرق لتحقيق رؤية الخير والبركة 2030 وذلك في استحداث قنوات استثمارية غير نفطية تكفل للاقتصاد الوطني عوائد مجزية وتمتلك معطيات الديمومة والاستمرار، وهذا ما ألمحت اليه الرؤية في نصها من توطين المهارات سواء كانت البحثية أو غيرها من المهارات الصناعية والتي باتت مطلب مهم في خطط التنمية لدول ال 20 الصناعية.
إن (أدرسة) البحث العلمي والابتكار المعرفي بالضوابط التشريعية العلمية وربط أهدافه التوطينية كذراع إقتصادي مثمر سيكفل بإذن الله لأهداف رؤية 2030 خطى التسارع المؤملة. علماء طب المختبرات إذا ما تم صقل مواهبهم وإضفاء زخم التخصص البيولوجي عليها (للمبدعين منهم) سنكون قد أصبنا كبد الحوت في حل كثير من مشكلات الامراض المزمنه والوبائية المهلكة واستثمرنا في ابتكاراتهم العلاجية، وهي حرفياً رؤية مركز (IGene)،، فلا شهادة بدون مهارة!!