البحثي العلمي، الطفرة القادمة

البحثي العلمي، الطفرة القادمة

البحثي العلمي، الطفرة القادمة

رتبط تجاذب أطراف الحديث في مجالسنا عندما نتكلم عن الطفرات القياسية والتي أحدثت قفزات في ذاكرة الاقتصاد ورافقها بروز أسماء لامعة من رجال الاعمال المعروفين عن طفرتين مميزتين ،، الأولى طفرة إكتشاف النفط و الثانية طفرة سوق الاسهم.

عادة ما تكون الطفرات الاستثمارية مرتبطة بزمان معين ويرافقها اتخاذ قرار مجازف في ظل تخوف بقية (القطيع)، إن القدرة على إتخاذ القرار المناسب تحتاج الى ثلاث مهارات اساسية مهارات عقلية ونفسية ويلازمها مهارة حرفية أو معرفية وهذا ما ألمح أليه عراب الادارة رحمة الله غازي القصيبي في كتابة حياة في إدارة.

لذا يعد إتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب في بداية ولادة موجة الطفرات القياسية يعبر عنه حرفياً بكلمة (مجازفة)، فمن في رأيكم يملك الشجاعة أن يشتري قطعة أرض في فلاة تبعد عن وسط المدينة عشرات الكيلو مترات في الوقت أن الجميع كان يلومه ويصفونه بالساذج! ولأن لكل جيل طفرة شاء من شاء ركوب موجتها و ظفر! وعزف من أراد تجاهلها واكتفى بالمشاهدة من المدرجات الآمنة وخسر!. لذا تأتي تلكم الطفرات وتنادي المقدام ومن لديه الجرأة ليقول تم!

في مكان ما في أقصى أطراف الكرة الارضية، تنامى الاستثمار وتدفقت الاموال خلال العقد الماضي في الصناديق الاستثماريه التي أختارت دعم المشاريع البحثية المتخصصة في البيولوجيا الجزيئة حتى وصلت ذروتها عام ٢٠١٨ إلى مايقارب ١٥ بليون دولار! (مرفق الشارت)، وتوقعت (ماكنزي) بعد الاعلان عن لقاح فايزر أن تنامى الاستثمار في مجال الابحاث البيولوجية قد يصل إلى أكثر من ٤ ترليون دولار خلال السنوات الخمس القادمة.

لذا يعد الاستثمار في الابحاث عامة وفي البيولوجيا الجزيئية خاصة من الاستثمارت الجريئة وطويلة الأمد ولا يستثمر فيها ألا من لديهم الرغبة الجادة في إحداث الفرق في حياتهم ومستقبل اجيالهم القادمة وهي نفس النظرة الثاقبة التي جعلت من اختار ان يستثمر مبلغ ١٠ الاف ريال في ارض تحدها (العقوم الترابية) مساحتها ١٠ الاف متر مربع عام ١٩٥٠ لبيعها ب ١٠ مليار عام ٢٠١٨!!

عام ٢٠٤٠ (أعدكم) أنه سيكون زاخرا ولامعا بأسماء رجل أعمال من جيل ٢٠٢٠ ممن اتخذوا قرار قد يتردد الكثير في اتخاذه الآن، هذا القرار قد صّدق على أهمية اتخاذه أهداف رؤية المملكة ٢٠٣٠، والتي تدعم كل استثمار غير نفطي ذو قيمة مضافة حقيقية للاقتصاد الوطني، وليس أكمل في الوقت الحالى من الاستثمار في مجالات البحث والابتكار العلمي والذي يعد من أوليات مركز (IGene).

الفرص لا تتكرر، وهي تطرق الباب لمرة واحدة وتعد الابحاث العلمية والابتكار المعرفي في شتى المجالات أرض خصبة وموجة محققة لطفرة اقتصادية سيتحدث عنها لاحقاً جيل ٢٠٥٠.
بقلم / د. برهان فاخرجي
الرئيس التنفيذي ومؤسس مركز IGene